الأجيال / وقهر التسلط
يكتب عنها محمد عوض الطعامنه
اسأل احياناً لماذا تتسع الهوة بين الإبن ووالديه ؟ وذلك عندما يتسلط الوالدين بإستعراض قوتهم على اولادهم بحيث يحولوهم احياناً الى حلفاء في المظهر مع شعور الأبناء بمقارفة اهاليهم عليهم ظلماً حتى حدود التبخيس او الشعور بكونهم ضحايا او مقهورين مسلوبوا الإرادة والحرية ؟
إستكانة الإبن وصبره ومعاناته من هذا الشعور تصبح مع الزمن وكانها عملية استلابية لذاته ومصالحه المعنوية ورغائبه الشخصية ! بحيث تصل الأمور الى انعدام الثقة بينهم بحيث يشعر انه مقهور بلا قيمة ، ويخضع قليلاً قليلا الى الإستكانه وعدم التصدي والقهر .
اعتقد أن هذا الشعور بالقهر ليس الا احساس مزيف خلقته ارهاصات خافية لا يظهرها ويعبر عنها الأبن بشجاعة وصراحة حتى تصل به الى رفض كل الكوابح وإدارة الظهر لكل المواعض على اعتبار أنه الأصوب قولاً وفعلاًً! والغريب انه يكافح بحماسة وصلافة عن تصرفاته بكونها مشروعة ومبرره حتى وإن كانت غير ذلك . هذا في المجتمع الشرقي ، اما في المجتمعات الغربية نشاهد أن الصورة مختلفة تماماً . فبينما تُلقم الحرية الشخصية للأجيال والإعتماد على الذات للأطفال مع حليب أمهاتهم صغاراً ، قلما نشهد ما نشهده من ضياع وتمزق لأجيالهم ، كما نشهده في مجتمعاتنا المحافظة . الناس هناك لا يستلبون حرية ابنائهم ولا يسمونهم اقسى الوان التسلط والأكراه على الإيمان بما يؤمنون ، وضعوا لهم نظريات وعلوم غاية في السمو والتطور وتركوهم يبحثون عن صحتها وبالعكس . نمت قدراتهم فأبدعوا ووصلوا ا بأقمارهم الصناعية وإختراعاتهم العلمية الى القمر والأجرام . ونحن ما نزال نتصارع ونتقاتل ويموت منا المئات يومياً بسبب ما نعتقده من تدنيس لقبر او جبانة يعتقدون أنّها تحوي رفاة احد الصالحين !
لن يقيض الله الخلاص لأمة لا تعرف ماذا تريد ، ولن تريد !!!
أبو مجدي الطعامنه / عمان الأردن
الأربعاء، 26 يوليو 2017
الأجيال بقلم ابومجدي الطعامنة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.