مجلة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

السبت، 15 يوليو 2017

اقصوصة حقيقية من الماضي بقلم محمد عوض الطعامنه


محمد عوض الطعامنه : اقصوصة حقيقية من الماضي
..................................................
‎ مذ ان تعرفت عليه قبل أزيد من اربعة عقود ،اعتدت أن أغمض عيوني العاتبة عليه ، وامنع حتى لساني عن نقده او تقريعه وهو يقارف تلك العادة التي يمكن أن أصفها بالعادة الخلقية ، التي لا يفيد في تغييرها ألنصح والإرشاد . صديقي هذا معتاد على عدم الإنجاز ، تشاهده يبدأ بأي عمل كبير أو صغير ، وبعد ان ينجز جزأً منه تراه يعزف ويمتنع عن إتمامه لغير سبب إلا ما يعانيه من هذه العادة السالبه ه .
‎ وبحكم علاقتي الشخصية به كصديق من ايام الطفولة ، كنت دائماً أخضع لقبول مشاورتي في كل مشاريعه ...... كان يشرح لى عن مشاريعه بإسهاب وحماس ، وأنا أصغي اليه صامتاً وأتصور متأكداً أنه سوف يبدأ هذا المشروع ، ولا ينجزه كعادته التي أخبرها جزأً في طباعه ، كنت كذلك أتحمل غلاظته وهو يعود الي بعد حين ليعلمني بأنه سوف لن يكمل مشروعه ، وعندما كنت اسأله عن السبب ، لا يبدي جواباً مقنعاً غير كلمة ( ما في نصيب )
‎ وتكررت مشاريعه العديدة الغير مُنجٓزه لعدم وجود نصيب ..... حتى جاءني يوماً وفي نيته أن يبدأ مشروعًا جديداً عظيماً يدغدغ طموحاته كما وصفه ! بالكثير من الحماس والإنفعال ، سألته ( خير إنشاء الله ) ما هو مشروعك الجديد ؟ إرتسمت على محياه ابتسامة عريضة لم اشاهدها من قبل حين قال: اريد ان اتزوج يا صديقي ! عند سماعي هذا الخبر كدت انهار ، وانا أتمثل كل مشاريعه الخائبة التي بدأها ولم ينجز واحدا منها ، أيام كانت خسائره بها تقتصر على الخسارة في الوقت والمال ، والآن وقد صمم على مشروع زواج ، تصورت كم وكيف ستكون مقدار وقيمة هذه الخسارة اذا ما بدأ مشروع زواج من فتاة بريئة ولا ينجزه ؟ وتصورت لو اني أوافقه على هذا المشروع كم سوف أتحمل من عذابات الضمير ، وانا اشاهده يمارس عادته الخلقية في مشروع زواج 
‎ لن اطيل ...... أحرجني لمرافقته الى بيت أهل العروس لطلب يدها ، ولما . تجمع اهلها وأكملنا طلب يدها تحول اليّ والدها بوقاره وجلال هيبته، وقال لي : هل انت صديقه يا أخي ؟ وإذا كنت صديقه فليس ثمة من احد اجدر منك بتوصيفه ومعرفته ، اسألك بالله وانت المستشار والمستشار أمين مؤتمن ،ماذا تعرف عن هذا الرجل ؟ .
‎ سمعت وقع السؤال عليّ كوقع العاصفة ، عندما شعرت ان هذا الرجل يسألني بشجاعة أدبيه التي تستحق مني اجابة شجاعة صادقة ، ابتلعت ( ريقي) بالكثير من المعاناة وتوكلت على الله وسردت كل قصة حياته على مسمع والدها ومسامعها وأمها ، وذكرت لهم كل عادته المتأصلة فيه المتمثلة بعدم اتمام وإنجاز كل مشاريعه ...... صمت الرجل ونظر الى ابنته يستفتيها في الأمر ، وقبل ان تجيبه تحولت نحوي ، وسألتني هل تعرف عنه يا عمو ما يسئ لشرفه غير هذه العاده ؟ ولما اجبت بلا قالت لوالدها: اقبله يا ابي وأتعهد انا بتغيير هذه العاده ..... قرأنا فاتحة القبول وتزوجها صديقي واحتفلنا قبل ايام بزواج ابنه الأكبر ......ولا اذكر بعدها او قبلها انه تأخر عن انجاز مشاريع أخرى ................. وتوته توته خلصت الحدوته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.