ليلة حرب بقلم احمد بدر مهدي
ليلة حرب. ق ق ج
مُثقلة الخُطى تترنح مِن المرض العُضال تتنفس بأنبوبة أكسجين
وإبر المحلول في يديها، والأقرباء يحثونها على عدم ترك الغرفة
صراخ من الأم لا يجدي نفعا،خرجت من الغرفة، وعلى يمينها
وشمالها نوافذ،الممر مظلم والليلة مطيرة، البرق والرعد يصدحان
بقوة ويضيئان الممر، خطوةٍ بطيئة والأخرى دهر،تصبب للعرق رغم البرد القارس،نزعت المحاليل والأكسجين،الرؤية شبه مستحيلة بسبب عدم الإنارة،فالحرب مُشتعلة منذ أيام، البحث عن هاتف هو الأمل، نفس والثاني والثالث وصَمِ للأذن، خفقة قلب بطيء وكأن العاطفة تقاوم الموت بالداخل، الشمس داخل أغلفة جدار ذكرياتها فقط معه الآن، هو البهاء حتى في المرض والحرب، سمعت رنين ذهبت لوقع الصوت وقعت على الأرض زحفت كجندي مقاتل مُصاب،زحفت بزنديها بمعصميها بأظافرها بعنادها بظلها مِن النور الخارجي، الهاتف معها، أرقامه تطلبها بالعرق والدم إحدى عشر رقم للخلاص، طلبت وانتظرت وهي تعلم أن الآلي من سيرد فهو على الجبهة، صوته آنسها الآن، ابتسمت ثم ضحكت ثم بكت من الألم، واختلط المرض بالضحك بالأمل، وتضامنت الغرفة معها وجدرانها الأربعة
وضمْتها ضمْا.
أحمد بدر مهدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.