قلبي مقبرة للحزن..بقلم رشاادالدهشورى..

قلبى مقبرة للحزن .............قصة قصيرة.
الشبورة كستائر الدانتيل وثمة يمامات تنقر الأرض بدأب.
.المقابر من بعيد كالجمال الباركة
أتسند عكازى
أتحامل على ساقى التى تجرنى دائما الى الوراء
قالت أمى إننى فى طفولتى مرضت بالحمى وارتفعت حرارتى
قالوا الولد بيسنن ولم يذهبوا بى الى الطبيب..كنت أصرخ صراخا مستمرا وأمى تلقمنى صدرها وتبكى
بعدها لفوا بى أماكن كثيرة لكن ساقى اليسرى كانت تنمو ببطئ ودائما تجرنى الى الوراء كنت أكبر ويكبر الحزن فى قلبى كجنين سفاح.الحزن زاحم أشياء كثيرة .طردها جميعا وعشش فى القلب وأفرخ
(الاهى يابن بطنى يرزقك ببنت الحلال اللى تريح بالك خد من قلبى وصر)
.كانت ترتعد وقد هدها المرض

.دائما كانت بعد أن تفرغ من صلاتها تدعو لى

لما جائها خبر موت أبى انكسرت كشجرة اقتلعتها ريح عاصفة
هدها الحزن فذبلت فجأة..تساقطت أوراقها وانسدت شرايين القلب
.وقفت على قبر أمى ..وقلبى يرتجف
(اللة يرحمك يا ست الناس )
قالت وهى تستحم بدموع الحزن .
(أبوك الله يرحمه كان نفسه يجيب ليكوا نجمة من السما )
أتذكر وجهها الأبيض والماء يقطر منه بعد الوضوء .
.(ربنا يوقف لك أولاد الحلال فى سكتك)

المرأة المتخشبة الصدر ..أ جدها فى كل السكك تطاردنى ..تلقى سنا رتها لتصطادنى ولما أقع فى سريرها تجلدنى بسيلطها

(أنت ما ينفعكشى غيرى ..هى مين اللى ترضى تتزوج أعرج زيك )
أصب جام غضبى على جسدها. تنشب أظافرها فى لحم ظهرى
وتبقبق كالأرض العطشى

فالوا أنها قتلت زوجها العجوز وفتحت بابها للديوك الضالة مثلى .
.أ قسمت لها أننى نويت التوبة وأننى أصلى ولا أريد ماءها العكر فهددتنى بالفضيحة
(يارب يابن بطنى ربنا يعوض عليك ..ويرزقك ببنت الحلال اللى تريح بالك )

آه يا أمى ..دعواتك مثل ساقى العرجاء ولا إجابة
.الأولى نظرت إلى ساقى الذابلة وصرخت
-بعد صبر السنين أتجوز أعرج
غطت وجهها وتاهت
.الثانية قالت لأبوها

والله لو غصبتونى عليه لأموت نفسى-
ورفرفت بعيدا وبنت عشا وأفرخت

.الثالثة بعدأن تورم وجهها من لكمات أهلها وتورمت عيناها من البكاء وبعد أن أقسم
أبوها طلاق بالتلاتة لتتجوزيه وجدوها هامدة فى ترعة تواتى.
.(الفاتحة لأموتنا وأموات المسلمين)
.أ سندت ظهرى إلى قبر أمى ..وكانت الشبورة قد بأت ترتفع وتذوب والشمس ترسل أشعتها على المقابر
.وعدنى أحدهم بفرصة عمل .
أ قسم وأكد أن الأولويةلأمثالى ..مرت شهور وسنين ولم يفِ أحدهم بوعد

أ حسست دوارا يطيح برأسى وكأن فى جمجمتى خلية نحل تطن
آه يا أمى ..أ تمنى لو أستطيع أن أدخل الى قبرك ..أ لقى جسدى بين ذراعيك وبكى
أتمنى أن أموت الآن وأدفن بجوارك فى قبرك فلابد أنه الجنة

عم عزوز التربى يلكزنى ..صباح الخير يا صابر يابنى

رحت أبكى وكأنى ما فرغت من دفنها إلا الآن
أ غمضت عيناى بشدة ..استلقيت وكأنى لم أنم من زمن بعيد
ما أفزعنى إلا حذائه الميرى الضخم وهو يصطدم ظهرى
---هاتو ابن الجزمة دا

أمسكنى أحدهم من عنقى ..هزنى بشدة
دا يافندم-
والمرأة المتخشبة الصدر تهز رأسها وتبتسم فى خبث....

......................رشاد الدهشورى